طالبت الجبهة الديمقراطية، السلطة بمغادرة مربع الرهان على التسوية، مؤكدة أنه لم يعد مفهوماً أن يلتزم الجانب الفلسطيني الرسمي باتفاق أوسلو، واستحقاقاته في الوقت الذي تؤكد فيه دولة الاحتلال تجاوزها للاتفاق والتزاماته.
واستنكرت في بيان صحفي، اليوم الاثنين، التزام السلطة بالتنسيق الأمني مع الاحتلال، في الوقت الذي يتعاظم فيه عداء الاحتلال الشديد لأبناء شعبنا، والزجّ بهم في السجون، وإعدامهم في الطرقات، وهدم منازلهم، ومؤسساتهم الزراعية، ومصادرة أراضيهم، وتشريدهم وتهجير عائلاتهم وأطفالهم، ومصادرة أرزاقهم ووصمهم بالإرهاب.
وذكرت أنه لم يعد مفهوماً الرهان على الرباعية الدولية، وعلى وعود إدارة جو بايدن، في الوصول إلى ما يسمى بـ”حل الدولتين”، في الوقت الذي تؤكد فيه الوقائع، باعتراف الجانب الفلسطيني الرسمي، أن وعود إدارة بايدن ما هي إلا أكاذيب مفضوحة.
ودعت الجبهة، بناء على هذا، إلى إعادة النظر بالسياسات اليومية الرسمية الفلسطينية، وتجاوز الاختلافات، والبحث عن المشتركات، من خلال إطلاق الحوار الوطني الشامل، الذي قرره اللقاء القيادي في 24/10/2021، تمهيداً لإعادة بناء العلاقات الوطنية على أسس متكافئة.
واعتبرت أن رهان السلطة على المخطط الإسرائيلي الأميركي المتوافق عليه بين الطرفين، هو إدامة الاحتلال، وإعادة تقديمه إلى الرأي العام بصيغة مزيفة، وإفراغ القضية الوطنية الفلسطينية من مضمونها السياسي والقانوني، وتجريد شعبنا من حقوقه الوطنية المشروعة غير القابلة للتصرف.
وكانت السلطة قد تعرضت لصفعات سياسية متتالية من الادارة الامريكية والاحتلال، حيث يرفض الطرفان تقديم أي تنازلات سياسية للسلطة، سواء عبر قبول الاحتلال بحل الدولتين أو تقديم خطوات تشجيعية كإعادة فتح قنصلية واشنطن في الشطر الشرقي من القدس المحتلة.
وأكد الناطق الرسمي باسم وزارة الأميركية نيد برايس، أن موقف الإدارة الأميركية بشأن حل الدولتين غير مطروح على الطاولة حالياً.
وأوضح برايس في تصريحات صحفية، قبل أيام، أن سعيهم منصب الآن على تحسين الأوضاع المعيشية للفلسطينيين والإسرائيليين.
وأضاف: “هذا شيء سنواصل العمل عليه على الرغم من أننا الآن في فترة كنا واضحين فيها منذ فترة طويلة أن المفاوضات نحو حل الدولتين ليست مطروحة على الطاولة في الوقت الحالي، فإن مهمتنا الآن وتركيزنا هو تحسين مستوى المعيشة بينما نحافظ على هذا الاحتمال. من حل الدولتين التفاوضي وإبقائه على قيد الحياة”.
وأشار أن المبعوث هادي عمرو على اتصال دائم بالمسؤولين الإسرائيليين والمسؤولين الفلسطينيين والمسؤولين الإقليميين، ويعمل هو وآخرون لتحقيق الأهداف التي ذكرتها سابقاً.