أشار استطلاع للرأي أجراه معهد “أبحاث الأمن القوميّ الإسرائيليّ” التابِع لجامعة “تل أبيب”، أشار إلى أنّ غالبية المجتمع الإسرائيلي تعتبر أنّ جيش الاحتلال لم ينتصر في الحرب الأخيرة في غزة، والتي شنّها الاحتلال في شهر(مايو) من العام الجاري، علمًا أنّ صُنّاع القرار في “تل أبيب” أقّروا بأنّ “إسرائيل” أخفقت وفشِلت في المعركة على الوعي، وأنّ الرواية الفلسطينيّة هي التي لاقت التأييد في العالم.
وقالت الباحثة في المركز “تسيبي يسرائيلي” للقناة I24news””: “إن استطلاعًا مماثلًا أُجري بعد حرب لبنان عام 2006 وكانت النتائج مُطابقة”.
وبحسب الاستطلاع، بات الشعور السائد في كيان الاحتلال أنّ جيش الاحتلال لم يعد قادرًا على حسم المعارك في العقديْن الأخيريْن، وأنّ معادلة الهدوء وعدم وقوع ضحايا باتت بمثابة النصر في الحرب.
وأكدت تسيبي يسرائيلي أن “حربيْ سنتي 1967 و1973 كانتا بمثابة حرب على الوجود، بينما ومنذ حرب لبنان الأولى في العام 1982 اعتاد المجتمع الإسرائيلي على مثل هذه الجولات، وباتت المعادلة الأمنية هي تثبيت الهدوء”، على حدّ تعبيرها.
يُشار في هذا السياق إلى أنّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ يُعتبَر بقرةً مُقدّسةً في الكيان، ولكن بحسب المعطيات “الإسرائيليّة” الرسميّة فقد تراجعت كثيرًا نسبة الصهاينة الذي يثِقون بالجيش ويعتمِدون عليه في حال حدوث مُواجهةٍ شاملةٍ مع إيران وحليفاتها، ومرّد هذا التراجع أيضًا يكمن في أنّ الجيش يحصل على الميزانيات الهائلة من حكومة الاحتلال، كما أنّ المؤسسة العسكريّة تؤمّن للمُتقاعِدين الذين أنهوا الخدمة مخصصات لا تتناسب مع سنوات خدمتهم ومقارنة مع مخصصاتٍ أخرى لمُوظفين في قطاعاتٍ أخرى، هذا الأمر وإصرار الجيش كلّ عامٍ على رفعه يُثير حملةً من الانتقادات في وسائل الإعلام العبريّة ولدى قطاعات واسعة من الصهاينة، الذين يرَوْن في المخصصات تبذير أموالٍ لصالح الجيش ومُتقاعديه.
ولذا، يؤكِّد العديد من الخبراء الإسرائيليين، أنّه عندما يتحوّل الجيش إلى فريسةٍ من قبل أولئك الذين كانوا يعتبرونه البقرة المُقدّسة فإنّ أحد أهّم أركان الكيان يكون قد تزعزع، على حدّ تعبيرهم.
ولكن، العدوّ الداخليّ مع أل التعريف، وهذه المعلومات مُستقاةٌ من مصادر صهيونيّةٍ وازنةٍ، هو عدم انضباط الصهاينة داخل الكيان، بمعنى أنّه في حال اندلاع حربٍ شاملةٍ أوْ عاديّةٍ، يتعرّض فيها العمق الإسرائيليّ للقصف الصاروخيّ، فإنّ الصهاينة بسوادهم الأعظم لن يمتثلوا للتعليمات، كما تؤكِّد المصادر المطلعّة في “تل أبيب”.
كما أنّ هناك معضلةً أخرى وهي الملاجئ، فقد جاء في تقرير مراقِب الدولة العبريّة، أنّها، أيْ الملاجئ، ليست جاهِزةً وحاضِرةً لمُواجهة الهجوم، وعلى الرغم من التحذيرات من حالة الفوضى العارمة، إلّا أنّ السلطات لا تفعل شيئًا من أجل حلّ المشكلة، لا بلْ أكثر من ذلك، جاءت جائحة الكورونا لتؤكِّد للقاصي والداني أنّ “الإسرائيليين” لا يأبهون بالتعليمات، ووفق الإحصائيات، فإنّ أكثر من مليونيْ إسرائيليّ لم يتلّقوا اللقاح ضدّ هذا الفيروس المُستجّد على الرغم من توفرّه بكثرةٍ ومجانًا، وفق مصادر الاحتلال.