قالت صحيفة ” هآرتس” العبرية، أن قطر لعبت دورًا مركزيًا في استقرار العلاقات الإسرائيلية الفلسطينية، خاصة في تحقيق الاستقرار في الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الأسابيع الماضية، مشيرة إلى أنها تحاول التقرب من مصر والولايات المتحدة.
وأوضحت الصحيفة، أنه كان من بين الجهود والإجراءات التي قامت بها قطر، جهود المبعوث لضمان عدم امتداد الاشتباكات في يوم الأرض في مارس إلى قطاع غزة، بالإضافة إلى الاتصالين الذي أجراهما أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أحدهما مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والآخر مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل، وطالب الطرفين بمنع التصعيد.
وحسب الصحيفة، تأتي الخطوات الأخيرة لقطر، إحدى أغنى 10 دول في العالم، على رأس المساعدات المالية التي تقدمها للأراضي الفلسطينية والتي تصل إلى 3 مليارات دولار على مدى العقد الماضي، من بينها حوالي 1.5 مليار دولار استثمرتها قطر في قطاع غزة، ذهب نصفها تقريبا إلى مشاريع البنية التحتية وحوالي نصف مليار دولار لما يسمى بـ “مناطق الرفاهية”.
وأردفت الصحيفة، أنه تم تحويل حوالي 9 ملايين دولار عبر الأمم المتحدة لدعم الأيتام من عملية الجرف الصامد، وبناء خزانات وقود لمحطة الكهرباء في غزة ، وتوسيع ملعب كرة القدم اليرموك، وبناء مركزين بيطريين في بيت لاهيا.
وتابعت الصحيفة، أن قطر مولت مشاريع في البنية التحتية والصحة والتعليم من خلال الأمم المتحدة بموافقة إسرائيل. أحد هذه المشاريع هو ورشة عمل الأطراف الصناعية الإلكترونية المتقدمة، والتي تم افتتاحها قبل حوالي شهر في مستشفى الشيخ حمد آل ثاني في غزة، الذي سمي على اسم أمير قطر السابق. تهدف الأطراف الاصطناعية إلى السماح لمبتوري الأطراف بتحريك أطرافهم الاصطناعية بطريقة أكثر طبيعية.
ونقلت الصحيفة، عن ممثلي صندوق قطر للتنمية، الذي مول المستشفى بأكمله بتكلفة حوالي 17 مليون دولار، قوله “إنه في غضون أسابيع قليلة سيتمكن حوالي 40 فلسطينيًا من الاستفادة من خدمات الورشة، وأن هذه المشاريع تمنح الأمل لجيل الشباب في غزة وتسهل اندماجهم في المجتمع”.
وأشارت الصحيفة، إلى أن قطر أصبحت أقرب إلى مصر التي تقود جهود إعادة بناء قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول إسرائيلي قوله، أن “إسرائيل تتفهم أن قطر يمكن أن تساعد في حل قضية غزة وتؤدي إلى تهدئة الوضع”.
وفيما يتعلق بتقارب قطر المتزايد من إيران ، نقلت الصحيفة عن المسؤول قوله، “لقد انتهى زمن الأبيض والأسود، اليوم يمكن لأي شخص أن يساعد خصمك ولكن أيضًا يساعدك في نفس الوقت على تعزيز اهتماماتك “.
ووفقاً للصحيفة، أن إسرائيل تقيم علاقات معقدة مع قطر، تحت الرادار، منذ سنوات.
وأفادت الصحيفة, أن مسؤوليين في وزارة الخارجية الإسرائيلية والموساد ووزارة الجيش، أجروا حوارات مع نظرائهم في الإمارات العربية المتحدة وأقيمت علاقات اقتصادية مختلفة، وزار كبار الإسرائيليين قطر أكثر من مرة ، معظمها سرا وتبادل قادة البلدين رسائل مباشرة.
وأشارت الصحيفة، إلى أنه على الرغم من عدم وجود علاقات رسمية بين البلدين، فقد سمحت قطر في السنوات الأخيرة للرياضيين الإسرائيليين بالمشاركة في المسابقات التي أقيمت هناك، وأنه من المتوقع أن يزور العديد من الإسرائيليين قطر لأول مرة للمشاركة في مباريات كأس العالم لكرة القدم، في نوفمبر.
وزعمت الصحيفة، أن معظم المساعدات المالية القطرية للفلسطينيين، 1.65 مليار دولار، ذهبت إلى الضفة الغربية، وليس إلى قطاع غزة.
وأوضحت الصحيفة، أن الأزمة الاقتصادية الحادة في السلطة الفلسطينية، إلى جانب الانخفاض الحاد في التبرعات من الدول الغربية، جعلت من قطر مصدرًا رئيسيًا لتمويل السلطة الفلسطينية ولاعبًا رئيسيًا في ضمان الاستقرار.
ووفقاً للصحيفة، حولت قطر قرابة نصف مليار دولار للترويج لمشاريع تعليمية وصحية، 25 مليون دولار مخصصة بشكل أساسي للمنح الدراسية للطلاب في جامعة بير زيت؛ وحوالي 6 ملايين دولار لشراء المعدات اللازمة للتعامل مع جائحة “كورونا”، مشيرةً أنه يتم تعريف بعض المساعدات القطرية على أنها “دعم لميزانية الهيئة”.
وأوضحت الصحيفة، أن قطر لها أصلان يجعلانها ذات تأثير إقليمي رئيسي: رأس المال الناشئ من احتياطيات النفط والغاز الطبيعي وشبكة الجزيرة، التي يراها حوالي 150 مليون شخص في جميع أنحاء العالم الشبكة، التي تبث باللغتين العربية والإنجليزية، تنتقد إسرائيل وتعاديها، كما ورد في صحيفة هآرتس ، في الأسابيع الأخيرة، طلب المسؤولون الإسرائيليون من قطر تخفيف حدة التقارير التي تبثها القناة حول الاشتباكات في الحرم القدسي، والتي يعتبرها السياسيون في إسرائيل تحريضًا.
وذكرت الصحيفة، أن وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، كشف في خطوة غير معتادة، عن الحوار بين البلدين، مشيدًا علنا بالقيادة القطرية لتعاونها في تحويل الأموال إلى قطاع غزة.
ونقلت الصحيفة، عن غانتس قوله في مقطع فيديو نشره “أود أن أشكر قطر على قيامها بدور إيجابي في المنطقة، لقد قررنا تغيير وتحسين نقل المساعدات الإنسانية القطرية لأهالي القطاع لضمان وصول هذه الأموال إلى الأشخاص الذين يحتاجونها بالفعل. ولهذه الغاية ، كنت على اتصال بالمسؤولين في قطر الذين يتفهمون الحاجة الإسرائيلية، وأشكرهم على ذلك”.
وأضاف غانتس، أن إسرائيل ترى أن المشاركة المتزايدة لقطر في قطاع غزة والضفة الغربية جزء من تغيير عام، وأن الدولة التي دعمت جماعة الإخوان المسلمين ، واستضافت زعيمها الروحي يوسف القرضاوي لسنوات، واتُهمت بالمساعدة في تقوية حماس، تعمل مؤخرًا على تحسين علاقاتها مع مصر والمملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، حسب الصحيفة.
ونقلت الصحيفة، عن مسؤول إسرائيلي قوله، أن القطريين يريدون أن يكونوا في علاقة أفضل مع الجميع”، مضيفًا أن “مفهومهم هو أنهم يريدون مساعدة الجميع ، لأن الصراع لا يساعد أحدًا”.
وبحسب المسؤول: أن الاستثمار في جماعة الإخوان المسلمين ساعد قطر على التمركز في المنطقة، ومن وجهة نظر قطر، لم يستثمروا الأموال في مختلف الجماعات المتطرفة لدعم الإرهاب، بل للحوار معهم والاعتدال فيها، نقلا عن الصحيفة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن العلاقات بين قطر ومصر بدأت في التدهور مع الإطاحة بالرئيس المصري السابق محمد مرسي ، عضو جماعة الإخوان المسلمين، وصعود الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى السلطة.
وذكرت الصحيفة، أن مصر وحلفاؤها السعودية والإمارات والبحرين شنوا في عام 2017، مقاطعة ضد قطر التي اتهمت بدعم الإرهاب والشراكة مع إيران.
وفي يناير 2021، أعلنت وزارة الخارجية المصرية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وقال شخص مطلع على الوضع إن “القطريين عادوا إلى رشدهم” ، مضيفًا: “قطعوا الهواء عن الإخوان المسلمين واقتربوا من مصر”، نقلت الصحيفة.
وأوضحت الصحيفة، أن العلاقات بين قطر والولايات المتحدة تحسنت في الأشهر الأخيرة، حيث توجد أكبر قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط في قطر، والتي يبلغ عدد أفرادها بحسب مصادر مختلفة نحو 10 آلاف جندي وتخدم الجيش الأمريكي كقاعدة للهجمات الجوية في المنطقة.
وأشارت الصحيفة، إلى أن قطر لعبت دورًا مهمًا في الانسحاب الأمريكي من أفغانستان الصيف الماضي: باستخدام العلاقات التي تربطها بحركة طالبان، حيث توسطت بين طالبان والمسؤولين في الولايات المتحدة، وقد سمحت هذه الاتصالات بانسحاب سريع وهادئ نسبيًا للقوات الأمريكية واستخراج الآلاف المواطنين والحلفاء الذين كانوا في خطر.
وختمت الصحيفة، لم يمض وقت طويل على تقديم الامتنان: يناير عندما زار أمير آل ثاني واشنطن، أعلن الرئيس جو بايدن عن رفع مكانة قطر إلى “حليف رئيسي من خارج الناتو”، موضحةً أن هذه حالة خاصة مخصصة للشركاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة، والتي تمنحهم مزايا عسكرية واقتصادية، على الرغم من أنها ليست على اتفاقية دفاع مشترك.