قرار عباس أثار سخرية الشارع الفلسطيني بإحياء ذكرى النكبة على رفع علم فلسطين على المؤسسات فقط
اقتصرت الفعاليات التي أقرها رئيس السلطة وزعيم حركة فتح محمود عباس لإحياء ذكرى النكبة الـ 74، على رفع علم فلسطين على المؤسسات فقط.
القرار الغريب والذي أثار استهجان الشارع الفلسطيني، يأتي في ظل حالة التغول الشرسة من جيش الاحتلال على الشعب الفلسطيني، وتوقع الشارع الفلسطيني أن تكون فعاليات إحياء ذكرى النكبة هذا العام بشكل أقوى.
ولاقى القرار استجابة ضعيفة من قبل الشارع الفلسطيني، الذي أثار سخريته قرار عباس، ناهيك عن عدم قناعته في قيادة السلطة التي يراها تتاجر بالقضية الفلسطينية وتتخلى عن الشعب.
عضو المجلس الثوري لحركة فتح عبد الفتاح حمايل اعتبر أن نقد الشارع لسلوك وموقف السلطة مما يجري الآن مشروع، مشيراً إلى أنه لا يعقل أن تكتفي السلطة بإدانة وتحميل الاحتلال مسؤوليتها عمل يجري من اعتداءات.
وتابع: وإذا كانت عاجزة عن مواجهة الاحتلال فعليها التحرك بالحد الأدنى مما هو متاح لديها من أوراق ضغط مثل التحلل والتنصل من الالتزام بكل الاتفاقيات السابقة، ورفض العمل بما نص عليه اتفاق أوسلو.
وأوضح أن قيادات السلطة خلقت فجوة بينها وبين الشارع الفلسطيني، فهي تعيش في واقع منعزل كلياً عن الهم الوطني، لذلك يجب تفعيل كل أدوات الضغط السياسي والميداني، والتحلي بالمسؤولية الوطنية، وعليها أن تعيد النظر وتجري تقييماً شاملاً لسياساتها، لتدارك خطورة المرحلة الحالية.
وأشار إلى أن السلطة الفلسطينية تتعامل مع الحالة الفلسطينية وكأنها منحصرة فقط في مناطق سيطرتها في الضفة الغربية، فلم تقدم أي مساعدات طبية أو إغاثية إلى غزة والقدس، ومستوى التحرك الميداني في الضفة الغربية جاء متأخراً، ويعكس حالة التردد لدخول هذه المواجهة، رغم أن الضفة تمثل خزاناً من الثورة قد يساهم في زيادة المكاسب السياسية الفلسطينية بهذه الجولة من المواجهة، لذلك نحتاج لقيادات ترتقي لمستوى وتطلعات ما تتعرض له القضية الفلسطينية.
من جانبه، اعتبر أستاذ العلوم السياسية والقيادي في حركة فتح إبراهيم أبراش أن ما يجري في فلسطين لا سابق له منذ النكبة، الشعب الفلسطيني وفصائله المسلحة في غزة وخصوصاً حركتي حماس والجهاد الإسلامي يأخذون زمام المبادرة ويضعون دولة الكيان في مأزق حقيقي، العالم كله انفعل وتفاعل مع ما يجري في القدس وغزة وكل ربوع الوطن بينما القيادة الفلسطينية هي الأقل انفعالاً وفعلاً بما يجري.
وتساءل قبل يومين في مقالة له عن السلطة الفلسطينية ومنظمة التحرير قائلاً: “أين منظمة التحرير واللجنة التنفيذية ورئيسها وهل ما زالوا يبحثون الأوضاع ليقرروا ما يعملون؟”.
وأضاف: أين حركة فتح ولجنتها المركزية الذين لم نعد نسمع لهم صوتاً بينما كانت تصريحاتهم وتغريداتهم في أمور أقل شأناً مما يجري لا تتوقف؟، أين الحكومة وهل ما زالت تدرس الوضع؟ وما هي نتائج دراستها؟، أين وزير الخارجية والسفارات وهل عندهم أكثر من إحالة الملفات لمحكمة الجنايات؟”.
وتابع: “أين الإعلام الرسمي وتلفزيون فلسطين الذي استمر لأيام يقف موقف المتفرج والمحايد ولم يتحرك إلا بعد أن أصبحت بعض الفضائيات العربية وخصوصاً قناة الجزيرة فلسطينية أكثر من تلفزيون فلسطين؟”.