Take a fresh look at your lifestyle.

وصفته بالتعذيب الجهنمي .. هآرتس تكشف تفاصيل تحقيق قاسٍ مع فلسطينيين داخل سجون سلطات الاحتلال

27

كشفت صحيفة “هآرتس” العبرية صباح يوم الثلاثاء، عن تحقيق وصفته بالجهنمي، تعرض له شبان فلسطينيين، داخل العزل الإنفرادي، قبل الحكم عليهم بالسجن 8 أشهر.

وقالت الصحيفة الإسرائيلية عبر موقعها الإلكتروني، إنّ شابان من مدينة القدس أدينا بإطلاق الحجارة تجاه الشرطة الإسرائيلية، حيثُ تم اعتقالهم بطريقة إجرامية، والاعتداء الوحشي عليهم وتقييدهم بشكلٍ مؤلم، على كرسي متحرك لعدة أيام كاملة ووضعهم في الحبس الإنفرادي وحرمانهم من الأكل والنوم، ومنع دخول “دورة المياه- الحمام”.

وأكدت، أنّ يزن الرجبي نجل الناشط سهيل الرجبي من حي سلوان بالقدس والبالغ من العمر 21 عاماً، تم استدعاءه من قبل الشرطة الإسرائيلية في أغسطس الماضي، حيثُ نقل إلى غرفة رقم (8) في المجمع العسكري بالقدس، وتم التحقيق معه في البداية من قبل شخصين عرفا على نفسهم بأنهما من الشاباك “أحدهم نسيم والآخر زئيفي”.

وتابعت، تم استجواب يزن حول حادثة إلقاء الحجارة على الشرطة الإسرائيلية في سلوان في التايع من يوليو، وقال خلال التحقيق أنّه لم يكن متواجد في المنطقة المذكورة، حيثُ كان برفقة صديق له في حي الطور بالقدس.

وأكمل التقرير بحسب الصحيفة الإسرائيلية على لسان الرجبي قائلاً: “أخذوا كل ملابسي وأعطوني ملابس سجين ووضعوني في غرفة ممتلئة بالمحققين يصل عددهم لـ(12) محققن وبدأوا في استجوابي من الساعة الخامسة مساءً وحتى الرابعة بعد الظهر من اليوم التالي، وخلال التحقيق أخبرتهم أنّ هناك كاميرات مراقبة عليكم بمراجعتها والتأكد أنني لم أكن متواجد في المكان، ولكنهم قالوا لي: أنت كذاب!!.

ويقول المقدسي الرجبي لصحيفة هآرتس: خلال التحقيق قيدوني بكرسي ويداي مقيدتان أيضاً خلفي لعدة أيام دون أن أذهب لمرحاض وبلا أكل أو شرب، وضغطوا علي لأعترف أنني أطلقت النار على الشرطة الإسرائيلية، ورشقتهم بالحجارة، ولكنني قلت لهم لم أفعل وبعد أيام تأكدوا من كاميرات المراقبة من ذلك، ولكننهم لم يفرجوا عني.

ويتابع، بدأوا باستجوابي بحادثة أخرى، وحينها طلبت إحضار هاتفي لأثبت لهم أنني لم أكن متواجد في المنطقة كلها، ورفض المحققين ذلك، ووضفوني الكاذب، واستجوبوني مرة ؟أخرى لعدة أيام، لأكثر من 19 ساعة متواصلة في اليوم الواحد، ووضعوني في زنزانة انفرادية متر في متر وسقفها منخفض لا يستطيع الشخص الوقوف بها بشكل مستقيم.

ويضيف الرجبي خلال التحقيق الذي نشرته صحيفة “هآرتس” العبرية، أنّه تم وضعه خلال الاستجواب في خزانة خشبية منخفضة ولأكثر من ساعتين، ورأسه بين رجليه المقيدتين ويديه مقيدتين خلفه، وعندما فتحوها وجدوني فاقداً للوعي.

ويكمل الرجبي: “عندما تعافيت بدأوا على الفور استجوابي بشأن أمر آخر. هذه المرة اتهموني بجمع أموال من أشخاص في سلوان لشراء ألعاب نارية، وبنفس الطريقة، وحينها أخبرتهم أنني فعلياً لم أكن متواجداً في بلدة سلوان بهذه الفترة نهائياً، حتى أنني التقطت صوراً سيلفي وأخبرتهم بذلك، لكنهم لم يصدقوني وحينها التزمت الصمت واحتفظت بالرد لنفسي”

ونقل الرجبي بعد هذا التحقيق القاضي، إلى سجن مجدو بحسب التقرير الذي نشر عبر الصحيفة الإسرائيلية، وهناك تم وضعي في غرفة مع أشخاص أعتقد أنهم يعملون مع المحققين، وحينها جاء 9 أفراد مخيفين إلى سريري، أحدهم يحمل سكين، تظاهروا بمهاجمتي بينما ظهر آخرون وقالوا لي “أنت نجل زهير، لقد كان صديق، وعندما علمت بمجيئك قلت لهم أريد صورة له وطبعوها لي الآن، مضيفاً: حينها قلت لهم هذا ليس والدي، واستمر هذا الامر لمدة 4 أيام متواصلة”، وبعدها تم نقلي إلى سجن عسقلان، وهناك أيضاَ شعرت كل من حولي محققين”.

وقال: “كان هناك شخص أعطاني الشوكولاتة والسجائر. أحدهم جعلني أقسم على القرآن أنني لم أرشق الحجارة. ذات يوم، كما أعطوني هاتفًا حتى أتمكن من التحدث مع عائلتي. قلت له إنني لا أتذكر الرقم، وفجأة تلقيت صفعة من الخلف وحينها استدرت للخلف وكان المحقق زئيفي وبدأ بشتمي وضربي بشكل عنيف”.

واستدرك بالقول: “قام المحقق بتقييد يدي وقدمي وغطوا عيني ووضعوني في سيارة، ولفوا حزام مقعد السيارة حول رقبتي حتى توجهنا إلى القدس برفقة المحقق زئيف وآخر يدعى ويتسمان، واستجوبوني طيلة الوقت”، وأعادوني إلى تحقيق القدس بنفس الطريقة قيدوني على كرسي منخفض قائلاً: “لقد تركوني على هذا النحو لمدة يومين دون التحدث معي، وفي كل مرة يسقط رأسي، يتم تفعيل جهاز إنذار لإيقاظي، واضطررت مرة أخرى إلى التبول في سروالي، وحينها سألت أحد الحراس لماذا لم يتحدث أحد معي، فقال: ‘هناك عطلة لا يوجد أحد هنا، وبعدها جاء أحد الحراس لإطلاق سراحي، لكنني لم أستطع الوقوف وكان عليه أن يرفعني “.

وفي نهاية التحقيق، انهار الرجبي، وقرر الاعتراف  عنوةً بإلقاء حجارتين في مواجهات مع الشرطة الإسرائيلية بالمسجد الأقصى، وهي جريمة لم يشتبه في بادئ الأمر بارتكابها على الإطلاق، وبعد الإعتراف توقفوا عن تعذيبي وتناولت الطعام والشراب.

وفي المحكمة الإسرائيلية بحسب  “هآرتس”، أدين الرجبي، برشق الحجارة والاعتداء على ضباط الشرطة، وحكم عليه بالسجن لمدة 8 أشهر، وبعد خروجه من السجن عانى الرجبي من الرؤية نتيجة التعذيب الذي تعرض له”.

وفي تحقيق أخر مابه، وصل “يزن الرجبي”، ابن عم محمد والبالغ من العمر 19 عاماً، إلى نفس المركز بالقدسن في أغسطس الماضي، بعد استدعاءه من الشرطة الإسرائيلية، بتهمة إلقاء الحجارة على عناصرها، وتم استجوابه أيضًا باستخدام أساليب تعذيب مختلفة لمدة شهر ونصف تقريباً.

ونشرت منظمة “بيتسيلم” الحقوقية، تقريراً حول تحقيق الشرطة الإسرائيلية مع محمد ويزن، وتقييدهم على كرسي منخفض ويداهم مقيدتان، وحصولهم على الطعام مرة واحدة فقط في اليوم، وحرموا من دخول المرحاض لأيام، وبعد 20 يوماً من الاستجواب اعترفوا بأنهم ألقوا الحجارة تجاه الشرطة الإسرائيلية.

ويقول محمد الرجبي: “اعترفت لأنني كنت مرهق، وأتألم من عدم قدرتي على الذهاب إلى الحمام ، ولم يقدموا لي ما يكفي من الطعام وجلست مكبلاً على كرسي لمدة 10 أو 15 ساعة في اليوم”. لكنه قال إنه رغم الاعتراف استمر الضغط عليه. كما هو الحال مع يزن، تم إرساله أيضًا إلى سجن مجيدو ، وهو أيضًا اعتقد أن الآخرين هناك كانوا محققين.

وتحدث الرجبي: لقد تألم جسدي بالكامل من تقييده على كرسي ومن صعوبة النوم في زنزانة الحجز الصغيرة جدًا”.