سبوتنيك: انتهت العملية العسكرية الإسرائيلية التي شنت على حركة “الجهاد الإسلامي” ،بالتوصل إلى هدنة بمساعي مصرية.
تابع العالم كله خلال الأيام الماضية العمليات العسكرية التي قام بها الجيش الإسرائيلي ضد قطاع غزة والرد الصاروخي الكثيف من قبل حركة “الجهاد الإسلامي”، المواقف الإقليمية والدولية تباينت حيال ما جرى وبدت بصورتها النمطية، الملفت أن حركة “الجهاد الإسلامي” كانت وحدها المستهدفة ووحدها من رد بكثافة رغم وحدة الساحات التي أعلن عنها.
الكاتب السياسي والخبير بالشؤون الفلسطينية والإسرائيلية، ناصر حماد، في حديثه لـ “سبوتنيك” قال”قبل الحديث عن غزة، نتيجة العدوان الصهيوني المجرم على نابلس وقع شهداء وأصيب 69 مواطناً مدنياً بعد إضراب شامل في نابلس وبعد مناطق الضفة الغربية.
وتابع، أما الواقع في قطاع غزة فهو صعب جداً لأن القصف كان عنيفاً واستشهد إثره العشرات بينهم 14 طفلاً كانوا يلعبون في الشوارع، هذه العملية استدرجت فيها حركة الجهاد الاسلامي وقوى فصائل المقاومة، وهي جزء من حملة انتخابية على حساب الشعب الفلسطيني، خلال ثلاثة أيام من القصف لم ير الناس النوم نهائياً وما تم التوصل إليه ليس هدنة وإنما وقف لإطلاق النار.
وأضاف حماد، الدور المصري حاضر بقوة في غزة وفي الواقع القائم بين الجانب الصهيوني والفلسطيني لعدة اعتبارات كون قطاع غزة له تأثير مباشر على الأمن القومي المصري، ولا يمكن لمصر أن تترك ساحة غزة لأي كان، حماس لم تدخل المعركة عسكرياً ولكن لها حضور سياسي وإعلامي وفي غرفة العمليات المشتركة، ولو تدخلت حماس عسكرياً لكانت فصول المعركة تغيرت بشكل كامل، في ظل تنكر المجتمع الدولي لحقوق الشعب الفلسطيني والتعامل بازدواجية كما أثبت التعامل مع الملف الأوكراني”.
من جانبه، يقول الباحث في القضايا الاستراتيجية وأستاذ علم الاجتماع السياسي، الدكتور محمد سيد أحمد،”القصف والعدوان الصهيوني المجرم استهدف أهلنا المدنيين في قطاع غزة وللأسف دون تفرقة أو محاولة لاستهداف المواقع العسكرية كما تكون الحرب بين الأنداد.
وتابع، أرى أن الهدنة تتطلب جهوداً مصرية كبيرة للوصول إلى حل لقضية الأسرى الفلسطينيين المنتمين لحركة الجهاد الإسلامي التي تضررت بشكل كبير من العدوان الصهيوني، نعلم أن محور المقاومة واحد وكل الفصائل الفسلطينية المقاومة تخوض الحرب مع العدو الصهيوني، ولكن اليوم المستهدف الرئيس كانت حركة الجهاد الإسلامي، نعلم جيد أن هذا الفصيل من الفصائل المقاومة التي تؤرق العدو الصهيوني.
وأعرب في حديثه، هذه الحملة الممنهجة ضد هذا الفصيل غير عفوية ومخطط لها في محاولة للنيل منها لذا من المهم جداً تواصل الجهود لتحقيق الإفراج عن الأسرى وإلا ستكون الأمور مرشحة للتصعيد أكثر، المقاومة لا تحسب حجم الخسارة بالعكس، العدو الصهيوني هو الخاسر الأول ونحن شهدنا الكثير من أصحاب الجنسية المزدوجة كيف يهرعون للعودة من حيث أتوا وهذه خسارة للكيان الصهيوني وليس للجهاد الإسلامي”.
بدوره الكاتب والباحث في العلاقات الدولية والخبير بالشؤون الإقليمية، حسن الدر، قال إن “هناك علامات استفهام كبرى حول موقف حركة حماس من استهداف حركة الجهاد الإسلامي ووقوفها على الحياد، ونحن تابعنا الإعلام الإسرائيلي والمقالات في كل الصحف الإسرائيلية والغربية.
ولفت إلى أنه، من المؤسف أن هناك كلاماً خطيراً جدا كتب وتعليقات كثيرة نقلت على شاشات التلفزة خلال الأيام الثلاثة من العدوان، ولم يصدر أي موقف أو توضيح من حركة حماس، حتى تصريح إدانة أو تهديد للعدو الإسرائيلي الذي اعتبر عبر “هآرتس” وعبر كبار المحللين العسكريين والاستراتيجيين بأن تحييد حركة “حماس” هو الإنجاز الأول للابيد.
وأضاف الدر، نعم علينا أن نعترف أن العدوان على حركة الجهاد حقق أهدافاً كثيرة، أولاً تصفية عدد من القادة بطريقة غادرة ومباغتىة، ثانياً حسب ما قيل نجاح عمل القبة الحديدية، ثالثاً إنهاء المعركة في أيام محدودة، رابعاً وهو الأهم الاستفراد بحركة الجهاد الإسلامي وزرع نوع من الفتنة أوالشرخ بين فصائل المقاومة، هذه النقاط تسجل للابيد، والمعركة في غزة ستؤثر بشكل أو بأخر على مسألة ترسيم الحدود البحرية مع لبنان بالتحديد حقل كاريش، والخوف الحقيقي من ازدواجية المعايير داخل المقاومة نفسها وداخل محور المقاومة”.