حصلت موقع “إيلاف” السعودي، على نسخة من تقرير “للجنة خاصة” في السلطة الفلسطينية يتحدث عن جامعة الاستقلال في أريحا.
وهي بمثابة الأكاديمية العسكرية والأمنية الفلسطينية التي ترأس اللواء توفيق الطيراوي مجلس أمناءها إلى ما قبل فترة وجيزة.
وشغل اللواء الطيراوي، منصب رئيس جهاز المخابرات العامة في فلسطين حتى العام 2007، وكان مقربًا من الرئيس الراحل ياسر عرفات، وحوصر معه في مقاطعة رام الله إبان الانتفاضة الثانية، ثم طاردته إسرائيل لفترة ولم تستطع القبض عليه في حينها.
تقرير
ويتهم “التقرير” الذي تحتفظ إيلاف بنسخة منه اللواء “الطيراوي” بتجاوزات مهنية ومالية وتعيينات بموجب محسوبيات لمقربين وأقارب.
وكانت التوصيات بإقالة الطيراوي من منصبه رئيسًا لمجلس أمناء جامعة الاستقلال، وتعيين مجلس أمناء جديد من قبل الرئيس الفلسطيني، بالتشاور مع رئيس جهاز الأمن العام اللواء ماجد فرج، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ.
وأشار التقرير إلى، أن عمليات ومشاريع قامت بها الجامعة دون وجه مسؤولية، وعملت في مجال العقارات وبناء الفيللات في أريحا.
وقامت أيضا بإنشاء مشروع زراعة النخيل في أريحا قرب مبنى الجامعة.
وجاء في التقرير، أن ريع هذه المشاريع لم يدخل إلى حساب الجامعة، بل ذهب لجيوب متنفذين في الجامعة دون الإشارة إلى شخص معين أو مسؤول بعينه.
ويُستدل من التقرير أيضا، أن الجامعة باشرت في شراء عمارة من عدة طوابق في بلدة الرام قرب رام الله، لانشاء مكاتب الجامعة دون أن تكون هناك اي حاجة لذلك، لأن مبنى الجامعة في أريحا يوفّر كل ما يلزم بحسب التقرير المذكور.
من جهةٍ اخرى، سرت شائعات وتسربت تسجيلات صوتية نُسِبَت للواء “الطيراوي” يهاجم فيها وزير الشؤون المدنية حسين الشيخ، ويتعرض لعائلته بألفاظٍ غير لائقة على أبسط تعبير. الأمر الذي وصفه الطيراوي بـ”التسجيل المفبرك والمدبلج بقصد الاساءة له ولسمعته”.
وأشار مقرب من “الطيراوي” إلى أن ثمة أشخاص في حركة فتح يريدون التخلص منه وسط النزاع القائم على خلافة الرئيس الفلسطيني.
سلطة
وأضاف “المقرب من الطيراوي” في حديثه لـ”ايلاف”: هناك انطباع أن كل من يعارض سلطة حسين الشيخ في فتح أو السلطة الفلسطينية تتم ازاحته من الساحة.
تابع مشيراً إلى ما حصل مع عضو اللجنة المركزية السابق ناصر القدوة (ابن اخت الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات)، الذي تم اقصائه من كل ما يتعلق بالمؤسسات التي تحمل إسم ياسر عرفات، وتمت اقالته من اللجنة المركزية، وهو الان في فرنسا،وكان قد أعلن انه سيعود الى غزة، وليس إلى رام الله خشية من التصفية الجسدية.
من ناحية أخرى، تفيد المعلومات أن تحقيقا شاملا تقوم به الأجهزة الأمنية ضد اللواء الطيراوي بتهمٍ وُصِفَت أنها خطيرة جدا في مسائل مختلفة تتحفظ ايلاف عن نشرها في هذه المرحلة.
وقال المسؤول أن هناك تسجيلات ومستندات ووثائق ستجد النور قريبا من شأنها أن تورط مسؤولين كبار وساعين لخلافة الرئيس أبو مازن.
وأشار إلى أن هناك تجاوز اكل الخطوط الحمراء في معارك الوراثة التي لن تجلب سوى التذمر والضرر للشعب الفلسطيني ولسلطته وقضيته.
الى ذلك، قال مسؤول عمل على اعداد التقرير عن جامعة الاستقلال: “إن اللواء توفيق الطيراوي يترأس لجنة تحقيق خاصة اقامها الرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل اكثر من عشر سنوات لتقصي الحقائق في ملابسات مقتل/ اغتيال الراحل ياسر عرفات”.
وتحصل هذه “اللجنة” على موازنة شهرية، ولكن منذ ذلك الحين وحتى اليوم لم تقدم اي تقرير او توصيات او نتائج لعملها في هذا المضمار.
وأضاف “المسؤول”: قيادة فتح والمنظمة تدرس إمكانية اقصاء الطيراوي من رئاسة هذه اللجنة ومن فتح ومن اللجنة المركزية وكل المناصب والمؤسسات التي يترأسها او يشرف عليها. وذلك في إطار الشفافية ومكافحة الفساد داخل مؤسسات فتح والمنظمة والسلطة الفلسطينية.
مسؤولون
من جهةٍ اخرى، عند التصفح في “التقرير” المذكور، تظهر أسماء أشخاص ومسؤولين في جامعة الاستقلال والأكاديمية العسكرية مع رواتبهم وامتيازاتهم، وتفاصيل داخلية تشير إلى الأرقام والمناصب والعمل، وتلقي المكاسب دون وجه حق، وما إلى ذلك.
ويشير “التقرير” إلى أن من يتصفح تقرير اللجنة الخاصة بجامعة الاستقلال، سيخرج بانطباعٍ انها أُديرت بشكلٍ فردي ومتنفذ دون مراعاة للأصول المهنية. ولكن يبقى هذا التقرير أحادي الجانب لان اللواء الطيراوي لم يرد عليه بعد. حيث أعلن انه سيرد في الوقت المناسب.
هذا وأشارت مصادر فلسطينية إلى أن الطيراوي لن يغادر اراضي الضفة كما فعل اخرين عند ملاحقهم قانونياً.
وقالت المصادر: “إن الشارع الفلسطيني يشهد مؤخرا حرباً شعواء على وراثة الرئيس الفلسطيني قبل غيابه عن الساحة السياسية الفلسطينية، وان رؤوسا فلسطينية كبيرة وأسماء ذات ثقل محليى ودولي، قد تجد نفسها في نفس وضع توفيق الطيراوي وناصر القدوة ومحمد دحلان”.