أكد خبراء ومحللون عسكريون، أنّ قرار الاحتلال الإسرائيلي، باستخدام الطائرات المسيّرة في عملياته بالضفة الغربية، اعتراف ضمنيّ بأن المقاومة أخضعته وتمكّنت من تطوير أدواتها وقدراتها ومهارتها الميدانية، لافتين إلى أن الاحتلال يسعى وراء تلك الخطوة إحكام السيطرة على الضفة من خلال استخدام التكنولوجيا المتطورة”.
وقد أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأسبوع المُنصرم، أنه سيستخدم “الطائرات المسيرة” في الضفة الغربية للمرة الأولى.
وذكرت (القناة 11) الإسرائيلية، أن “قادة الجيش في الضفة الغربية عملياً قاموا بالتدرب على تشغيل الطائرات المسيرة”.
وأشارت القناة إلى أن الجنود الإسرائيليين سيقومون بتفعيل الطائرات في حال تنفيذ الاعتقالات التي تبدو صعبة على الجيش، حيث سيتم قصف المواقع بواسطة الطائرات المسيرة.
الخبير العسكري، اللواء واصف عريقات، يرى أن “استخدام الاحتلال للطائرات المسيّرة يعني اعتراف ضمني بأن المقاومة الفلسطينية قد أخضعت العدو الإسرائيلي، وقد تمكّنت من تطوير أدواتها وقدراتها ومهارتها الميدانية بحيث أن الجيش الإسرائيلي لم يعد قادرًا على مواجهتها ميدانياً وبالتالي هي تستخدم الطائرات ومعروف عادة أن الطائرات تستخدم ضد الجيوش”.
وقال عريقات إن “هذا إقرار بقوة المقاومة الفلسطينية وخوف وجبن من المقاوم الفلسطيني وقدرته على مواجهة الجندي الإسرائيلي الذي أخفق في المرات الأخيرة أكتر من مرة سواء كان من خلال عملات الاقتحام والمداهمة أو اعتقال كما يدّعي المطلوبين”
وتابع في حديث خاص لـ”دنيا الوطن”، أن “هذا ضعف يُسجّل على جيش الإسرائيلي وعنصر قوة يسجل للمقاومة الفلسطيني الذي أثبت جدارته في الميدان والدليل على ذلك أن الجيش الإسرائيلي يحتاج إلى أضعاف مضاعفة من أعداده التي كان يستخدمها بالسابق لتنفيذ عملية ما”.
وأكمل الخبير العسكري: “على سبيل المثال قبر يوسف، كان هناك عشرات المستوطنين وعشرات الجنود يحموهم، الأيام الأخيرة، فإن المستوطنين والجنود لا يستطيعون حماية أنفسهم من المقاتلين، إضافة إلى استخدام المقاومين الفلسطينيين لأساليب متنوعة في مواجهة الجنود الإسرائيليين وهذا أدى إلى إحداث توازن رعب عند الجنود من قِبل المقاومين”.
واستدرك القول:”بالتأكيد استخدام الطائرات هو عنصر إضافي لقدرات تدميرية وقتالية وقدرات إجرام ضد المدنيين الفلسطيني ولكن أنا بتقديري كما تمكن الفلسطينيين بالسابق من تجاوز القدرات الإسرائيلية واستنباط الوسائل لحماية أنفسهم فهم أيضًا سيستنبطون وسائل لمواجهة هذه الطائرات من أجل تقليل هذه الخسائر”.
وأكد أن ذلك “دليل على فشل أمني واستخباري ومعنويات الجنود الإسرائيليين متدنية وهناك قلق حقيقي وخوف من مواجهة المقاوِم الفلسطيني وهذا يسجل للمقاوم الفلسطيني بأن هناك تطور لأدائه وفي قدراته القتالية”.
من جانبه، قال الخبير العسكري، اللواء يوسف الشرقاوي “هي ليست المرة الأولى التي يستخدم فيها الاحتلال الطائرات المسيّرة في الضفة الغربية كما جاء في إعلانه، فهو خلال الانتفاضة الثانية استخدمها في اغتيال القيادي محمود أبو الهنود، وسيتم استخدامها حالياً لمراقبة المقاومين على الأرض، وادعى الاحتلال أن دورها سيكون فقط عند الاعتقال، لكنها من الممكن أن تكون هجومية وتقوم بعمليات اغتيال على غرار ما قامت به في قطاع غزة سابقًا”.
وأضاف: “الاحتلال مصمّم على إجراء تصعيد في الضفة، حيث قال أنه ذلك سيتم حتى لو تتطلب ذلك إدخال كافة عناصر الجيش الإسرائيلي إلى الضفة الغربية”.
وتابع: أن “اعتماد إسرائيل على المتواجدين في الأرض أي العملاء شيء أساسي ومهم للاحتلال، وحين يُضاف إليه عنصر التكنولوجيا سيكون هناك تحسين لأداء الطرفين”.
وختم حديثه: “الاحتلال يحاول أن يُحكم السيطرة على الضفة الغربية، وأعتقد أن هذه التكنولوجيا لن تُحكم السيطرة على المقاومة في الضفة الغربية”.