كشف تقرير لصحيفة “معاريف” العبرية، يوم الجمعة، بأن أجهزة الأمن الإسرائيلي تواجه صعوبات في مناطق شمال الضفة الغربية والتي باتت تشكل تحديًا في ظل أن الخلايا المسلحة هناك “عفوية” وليست “منظمة ومؤطرة ومعروفة”.
وأشار تقرير مراسل الصحيفة العسكري تال ليف رام، إلى الخلية المسلحة الكبيرة التي تضم مئات المسلحين من نابلس، وهم “عرين الأسود”، والتي باتت تشكل تحديًا حقيقيًا لأجهزة الأمن الإسرائيلية، ولا يعرف عنها الكثير.
ووفقًا للصحيفة، فإنه على مدى سنوات طويلة، كانت تتصدى إسرائيل بنجاح عال للخلايا المؤطرة من حماس والجهاد وغيرها، وهناك قدرات استخباراتية وتكنولوجية وعمليات عملياتية في الميدان من خلال الاعتقالات المستمرة منذ سنوات تؤدي لإحباط أي خلايا أو بنية تحتية منظمة التي منعت مئات العمليات التي كان من الممكن أن تكون قاسية.
وبحسب التقرير، فإن هذه النشاطات الليلية والاستخباراتية لا تسمح أبدًا بإعادة تشكيل خلايا جديدة، أو وجود أسلحة لديها أو مختبرات للمواد المتفجرة وغيرها كما كان في سنوات سابقة والتي كانت موجودة عشية حملة “السور الواقي”، ومنذ تلك العملية قبل 20 عامًا، لم يعد للمنظمات الكبيرة أي قدرة على تشكيل خلايا كتلك التي كانت لها بالماضي.
ووفقًا للصحيفة، فإن جهاز الشاباك لا يرى أن عملية “السور الواقي 2″، قد تؤدي إلى نتائج عملياتية مضمونة، وأن النشاط الحالي الذي ينفذ كما في السنوات الأخيرة وبقوة في الأشهر الأخيرة قد يكون الحل العملي والأنجع لمواجهة الخلايا الجديدة.
وتؤكد الصحيفة، أن العمليات الأخيرة خاصة ضد المستوطنين والجنود في محيط نابلس تعبر عن الصعوبة الكبيرة التي يجدها جهاز الشاباك في التصدي لتلك الخلايا خاصة على الصعيد الاستخباري.
وتقول الصحيفة، إن مجموعة “عرين الأسود” يرون فيها في نابلس أنها التنظيم الجديد لـ “أبناء الفتح”، وهم شبان لا يعملون تحت علم ديني أو رعاية تنظيم ما، حتى أن سلمان عمران الذي أطلق النار على مركبة وحافلة، واعتقل منذ أيام هو ناشط معروف سابقًا في حماس، وكان اعتقل سابقًا، وهو ينشط في نفس المجموعة المسلحة التي تسعى لأن تتصدر الخط الوطني الجديد فلسطينيًا، وتعتبر نفسها “صقرًا جديدًا ضد إسرائيل”.
ولفتت إلى أنه في هذه المرحلة في جهاز الشاباك لا يعرفون الترتيب القيادي في داخل تلك المجموعة، ويبدو أن الانتماء للمجموعة يتم بعد تنفيذ العملية، في حين أن استخدام شبكات التواصل يزيد من شعبية تلك المجموعة في الشارع الفلسطيني، ومدى استعداد الشبان الفلسطينيين للمشاركة معهم.
وتشير إلى أن طبيعة المواجهة في نابلس تختلف عن جنين، لأن الأولى تحيط بها العديد من المستوطنات والطرق الاستيطانية والمحاور وغيرها، الأمر الذي يؤدي إلى تنفيذ عمليات إطلاق نار ضد حافلات ومركبات وغيرها، ولذلك كانت تسمى نابلس “عاصمة الإرهاب” وهي التي خمدت لسنوات، ولكنه حاليًا أكثر خطورة بكثير على استقرار المنطقة من ناحية أمنية، مقارنةً بجنين.
وذكرت “معاريف”، أن هناك حالة قلق لدى الأجهزة الأمنية الإسرائيلية من انتقال ظاهرة ما يجري في نابلس إلى محافظات أخرى.
وتشير إلى أن تلك المجموعة وحتى المجموعات المسلحة في جنين جميعها نشأت عفويًا، وليست منظمة، لكن حماس والجهاد تحاولان استغلال ذلك لإشعال الميدان أمام إسرائيل والسلطة الفلسطينية، ويقدمان مسعدات مالية وأسلحة لتنفيذ العمليات لأولئك الشبان، رغم أنهم لا يميلون للفكر الديني أو الوطني للحركتين.
وبينت أن صعوبة الجيش والشاباك في التصدي لهذه الخلايات الجديدة، هو عدم وجود عنوان واضح، لا مؤسسات، ولا منظمات، ولا مطلوبين كبار، وبالتالي جمع المعلومات لإحباط العمليات يصبح مركبًا بشكل خاص.
وتشير إلى أن الجيش الإسرائيلي غاضب من عدم المسؤولية لدى المستوطنين خشية من وقوع قتلى في صفوفهم كما جرى في عملية إطلاق النار تجاه المسيرة قرب نابلس منذ أيام، ولا يفهمون لماذا سمح بالتظاهرة بالقرب من مدخل نابلس في منطقة مكشوفة تمامًا، لكن الجيش حذر في قول ذلك بشكل واضح خوفًا من الوقوع في ورطة سياسية خاصة مع قرب الانتخابات.