ذكر موقع “نيوز1” الإخباري العبري، اليوم السبت، أن الولايات المتحدة الأمريكية “منحت أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، حسين الشيخ، غطاء من الشرعية لخلافة محمود عباس، في ظل مخاوفها من حالة انفلات أمني كبير، في الضفة الغربية.
وأوضح الموقع أن حالة من القلق تنتاب واشنطن جراء الفوضى الأمنية التي تضرب مناطق السلطة الفلسطينية بالضفة الغربية، وحالة الضعف التي تعتري أداء رئيسها محمود عباس.
ورأى أن الشيخ يعد حاليًا “الرجل الأقوى” داخل السلطة الفلسطينية ويأتي موقعه كوزير للشؤون المدنية، ليمنحه صلاحيات كبيرة للغاية، تضعه كثاني أهم شخصية بالسلطة بعد عباس، مضيفًا أنه أصبح على صلة بكل ما يتعلق بالحياة بالضفة.
ووصف الدور الذي يباشره الشيخ بأنه “يدير منظومة دولة عميقة بالضفة، وأن كل شيء لا يمر إلا من خلاله، إذ يمتلك علاقات قوية مع منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية بالأراضي المحتلة، اللواء غسان عليان، ومع رئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار”.
وأوضح أن لدى الشيخ أيضًا علاقات قوية مع مكتب وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA)، ومكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، وكذلك مكتب وزير الدفاع بيني غانتس، وكان قد عقد اجتماعًا مع رئيس الوزراء المؤقت يائير لابيد قبل بضعة أشهر، أي قبل أن ينتقل المنصب إلى الأخير.
وتابع التقرير أن لدى الشيخ رأيًا ثابتًا، مثله مثل عباس، بأنه يتعين الحفاظ على السلطة الفلسطينية بأي ثمن، والحيلولة دون انهيارها، إذ تعد في حد ذاتها الإنجاز الوطني الأهم على الساحة الفلسطينية، خلال العقود الثلاثة الأخيرة، وتعد بالنسبة لمنظمة التحرير، كيانًا سياسيًا مؤقتًا تمهيدًا لإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
خلافة عباس
وذهب المحلل السياسي يوني بن مناحم، وفقًا لما أورده الموقع، إلى أن الأمريكيين “منحوا الشرعية للشيخ، حين دعوه لزيارة واشنطن، كممثل رسمي للسلطة الفلسطينية، هناك حيث أجرى محادثات سياسية وأمنية لم تجرِ الولايات المتحدة مثلها مع أي مسؤول فلسطيني منذ 5 سنوات”.
وعبَّر عن اعتقاده بأن الأمريكيين “أرادوا معرفة إذا كان الشيخ مؤهلًا بالفعل لخلافة عباس، وجاءت الدعوة لفهم هذا الأمر عن قرب”.
وعقد الشيخ سلسلة من الاجتماعات في واشنطن، طوال الأسبوع الماضي، مع مسؤولين أمريكيين، منهم مستشار الأمن القومي جاك سوليفان، ونائبة وزير الخارجية، ويندي شيرمان، ومسؤولين كبار بالخارجية الأمريكية.
ويشير بن مناحم إلى رغبة واشنطن في إعادة النظام بشكل عاجل إلى الضفة الغربية، وقال إن وجهة نظر الشيخ التي عرضها في واشنطن، تنص على ضرورة الضغط على إسرائيل لمنع قواتها من التوغل إلى مراكز المدن ومخيمات اللاجئين بالضفة الغربية، وبالتحديد المناطق التي تندرج تحت المنطقة (أ) تلك الواقعة تحت سيطرة السلطة الفلسطينية بموجب اتفاقات أوسلو.
مهلة لـ 4 أشهر
وتقوم رؤية المسؤول الفلسطيني على أساس دعم السلطة الفلسطينية ماليًا، وخلق أفق سياسي للفلسطينيين، عبر سلسلة من الخطوات التدريجية، من بينها تلك الخطوات الاقتصادية التي كان الرئيس السابق دونالد ترامب قد تعهد بها لرئيس السلطة.
ويريد الشيخ أن تمتنع القوات الإسرائيلية عن اقتحام مراكز المدن الفلسطينية ومخيمات اللاجئين في الضفة لمدة 4 أشهر، للحيلولة دون حدوث احتكاك مع مسلحين فلسطينيين، وخلق أجواء من التهدئة، وهو المقترح الذي عرضه على الأمريكيين، وكان قد قدم اقتراحًا مماثلًا لتل أبيب في الأسابيع الأخيرة.
وبحسب الموقع العبري، يشبه مقترح الشيخ مقترحًا مصريًا، إبان الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حين طالبت القاهرة من تل أبيب وقف عملياتها بالضفة لمدة 6 أشهر؛ لتهيئة المجال للتهدئة، مضيفًا: “إن التاريخ يعيد نفسه، حيث رفضت إسرائيل المقترح المصري وكذلك مقترح الشيخ الحالي”.
وبررت إسرائيل موقفها الرافض لمقترح الشيخ -يقول الموقع- إن فترة 4 أشهر كفيلة بقيام الفصائل الفلسطينية بتعزيز صفوفها ومباشرة عمليات التسليح بالمزيد من الأسلحة، التي ستضع المزيد من العراقيل أمام القوات الإسرائيلية.
كما أبلغت واشنطن بأنها منشغلة حاليًا بالتحضير للانتخابات التشريعية، وأنها غير مستعدة للدخول في مفاوضات من هذا النوع في الوقت الراهن.
وذهب الموقع إلى أن زيارة الشيخ إلى واشنطن واجتماعاته مع مسؤولين أمريكيين كبار تعزز موقفه في الضفة الغربية وداخل قيادة حركة “فتح”، في وقت يعمل فيه، بدعم من محمود عباس، على إقصاء منافسيه المحتملين، مثل: توفيق الطيراوي، ومروان البرغوثي، والأخير يقضي 5 أحكام بالسجن المؤبد في السجون الإسرائيلية.
دليل إضافي
ودلل الموقع أيضًا على الدعم الذي تمنحه واشنطن للشيخ، بوصفه خليفة عباس، بالاجتماع الذي عقدته معه مساعدة وزير الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأدنى، باربرا ليف، الشهر الماضي، خلال زيارتها لإسرائيل ورام الله، لبحث تعزيز السلطة الفلسطينية.
ورأى أيضًا أن الزيارة التي أجراها الرئيس الأمريكي جو بايدن، في تموز/ يوليو الماضي، إلى الشرق الأوسط، دليل إضافي، إذ التقى الشيخ في مدينة بيت لحم، “وأعطى الضوء الأخضر لرئيس السلطة عباس لتأهيله لخلافته”.
وأوضح الموقع أن الإدارة الأمريكية أصبحت على قناعة حاليًا أن تدهور الوضع الأمني شمال الضفة الغربية يهدد السلطة الفلسطينية في رام الله، ومن ثم تريد تعزيزها، وأن دعوة الشيخ لزيارة واشنطن والتباحث حول هذه الأوضاع، وكذلك مصير السلطة الفلسطينية وحل الدولتين، كل ذلك يؤكد على أن الشيخ هو الخليفة القادم لعباس.