Take a fresh look at your lifestyle.

تقارير عبرية: “عرين الأسود” من المشاكل الرئيسية لإسرائيل والسلطة الفلسطينية

7

ذكرت تقارير عبرية بأن مجموعات “عرين الأسود” الناشطة في نابلس “أصبحت واحدة من المشاكل الرئيسية للأجهزة الأمنية في إسرائيل، وكذلك للسلطة الفلسطينية”، مشيرة إلى الهجمات الأخيرة التي نفذتها تلك المجموعات في نابلس ومحيطها والتي بدأت توقع القتلى والجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية.

وقالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، إنه لا مجال أمام الجيش الإسرائيلي سوى مهاجمة مجموعات “عرين الأسود” بنفسه، وعدم الاعتماد على السلطة الفلسطينية التي فشلت في ترويض تلك المجموعات بعدما استجاب الجيش لطلبها بذلك.

وتشير الصحيفة في تقرير تحليلي لمراسلها ومحللها العسكري يوسي يهوشع، إلى أن تلك المجموعات النشطة في نابلس خلال الأشهر القليلة الماضية، هي المسؤولة عن سلسلة الهجمات الأخيرة، مشيرةً إلى أن عدد عناصرها قد يتراوح ما بين 30 إلى 50، وهم لا يرتبطون بأي تنظيم سواء حركة حماس أو الجهاد الإسلامي أو غيرهم.

ووفقًا للصحيفة، فإن تلك المجموعات ليس لديها جهة تنظيمية أو تسلسل قيادي هرمي، أو سلوك تنظيمي واضح يمكن أن ينتج عنه توقع استخباراتي عالي، وهم يشكلون تحديًا لحكم السلطة، لكن الجيش الإسرائيلي يرى أنهم “إرهابيون”، ويجب مهاجمتهم بأفضل الوحدات وباستخدام قدرات الشاباك، وعدم انتظار تحركات أجهزة أمن السلطة، لأن الإسرائيليون هم من يدفعون ثمن هجمات تلك المجموعات.

 

وأشارت إلى عملية أمس التي أدت لمقتل جندي قرب نابلس في عملية تبنتها نفس المجموعات، مشيرةً إلى الإخفاق الجديد للجنود بعدم الرد على منفذ العملية، وهو الأمر الذي استدعى لفتح تحقيق في ذلك، كما جرى في عملية شعفاط.

وترى الصحيفة، أنه لا بد من إيجاد الردع اللازم للعمل ضد تلك المجموعات، في ظل التعقيدات الناشئة.

من جهتها، قالت صحيفة “هآرتس” العبرية، في عددها الصادر يوم الأربعاء، إن مجموعات “عرين الأسود” التي أعلن عن اسمها بشكل علني بعد شهر من اغتيال إبراهيم النابلسي، أصبحت واحدة من المشاكل الرئيسية للأجهزة الأمنية في إسرائيل، وكذلك للسلطة الفلسطينية.

وتعتقد المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أن أفراد تلك المجموعات هم من نشطاء كانوا أعضاء سابقين في منظمات مختلفة، ودفعتهم سلسلة من الأحداث إلى إطلاق اسم “عرين الأسود” على أنفسهم، ويتركزون في البلدة القديمة ومخيم بلاطة، وهدفهم المعلن هو مواجهة الجيش الإسرائيلي والمستوطنين.

ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن أعضاء المجموعة هم “شباب علمانيون تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 عامًا، ولا يزورون المساجد أو يتأثرون بشخصيات دينية .. هم أفراد من عائلات معروفة بعضهم (أي أفراد عائلاتهم) ينشطون في أجهزة أمن السلطة، وشكلت المجموعات المسلحة في جنين التي كانت تخوض الاشتباكات مع الجيش الإسرائيلي في كل اقتحام بمثابة إلهام لهم”. وفق زعمها.

قال ناشط في “فتح” من البلدة القديمة في نابلس، يعرف شخصيًا العديد من نشطاء “عرين الأسود”، إن هذه المنظمة بعيدة كل البعد عن كونها منظمة هرمية تتلقى تعليمات من جهات عليا، وإذا قارناهم بكتائب شهداء الأقصى في الانتفاضة الثانية والتي كان لها تسلسل هرمي وصل إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات ومسؤولين آخرين مثل مروان البرغوثي، فالأمر مختلف تمامًا الآن .. هذه منظمة محلية من الشباب والغالبية العظمى منهم لا ينتمون لأحد، ومنهم ينتمون لتنظيمات مثل “فتح” و “حماس” و “الشعبية”. كما نقلت عنه “هآرتس”.

وتقول الصحيفة العبرية، إن إسرائيل طلبت من السلطة الفلسطينية التحرك ضد “عرين الأسود”، لكن المشكلة بالنسبة للسلطة هي أنه على عكس جنين التي يتلقى فيها المسلحون دعمًا من الجهاد الإسلامي، فإن في نابلس تلك المجموعة هي “لحم فتح” التي قررت التمرد على السلطة، ولذلك تواجه الأخيرة صعوبات في التصرف معها دون المساس بشرعيتها في الضفة الغربية.

وتدعي الصحيفة، أن “حماس” تحاول استغلال تلك المجموعات بتمويلها من خلال “مصعب اشتية” (المطارد المعتقل لدى السلطة)، خاصة وأن الحركة وجدت صعوبات في إقامة بنى تحتية لها بسبب عمليات المخابرات الإسرائيلية، مشيرةً إلى أن السلطة اعتقلت اشتية بسبب محاولاته ربط تلك المجموعات بـ “حماس”.

وقال مصدر أمني إسرائيلي لـ “هآرتس”، إن الفلسطينيين أدركوا أيضًا أن نابلس هي اختبار مهم بالنسبة لهم”، مشيرًا إلى أن السلطة فضلت الحديث مع نشطاء تلك المجموعات، لأنها اعتبرت أن الفشل ضدهم سيؤدي إلى إنشاء مجموعات إضافية أخرى في جميع مدن الضفة والتي حتى الآن لا تشارك في الأحداث.

ووفقًا للصحيفة العبرية، فإن الرئيس الفلسطيني محمود عباس اجتمع مع رؤساء الأجهزة الأمنية التابعة له وأبلغهم أنه غير مستعد لقبول استمرار نشاط أي مجموعات مسلحة غير خاضعة للسلطة، وطلب منهم العمل على جمع الأسلحة واعتقال “المحرضين”. وفق زعم الصحيفة.

وترى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، أنه بعد خطاب رئيس الوزراء يائير لابيد في الأمم المتحدة حدث تغيير كبير في مواقف الرئيس عباس الذي يرى أن تصريحات لابيد حول حل الدولتين، فرصة للتغيير داخل السلطة الفلسطينية، وأنه على استعداد للعمل من أجل الحفاظ على الحوار مع إسرائيل.

وبحسب مصادر في الأمن الإسرائيلي، فإن إنقاذ الأسرة الإسرائيلية التي دخلت نابلس الأسبوع الماضي كان مثالاً على ذلك، وسارع أفراد الأمن الفلسطيني للوصول إلى العائلة لحمايتهم وإعادتهم إلى إسرائيل بشكل علني، وهو الأمر الذي تم في الماضي بأكبر قدر ممكن من السرية. كما تقول الصحيفة.

ووفقًا للصحيفة، فإن السلطة الفلسطينية تبذل جهودًا مؤخرًا لدمج بعض أعضاء “عرين الأسود” في الأجهزة الأمنية، حتى يسلموا أنفسهم ويلقوا أسلحتهم مقابل فترة محدودة من السجن أو الإقامة الجبرية، وسيتم بعد ذلك دمجهم في الأجهزة الأمنية إذا أظهروا التزامًا ووافقوا على ذلك.

وأشارت الصحيفة، إلى أن إسرائيل في الأسابيع القليلة الماضية اتخذت أيضًا خطوات مهمة لتعزيز السلطة الفلسطينية منها الامتناع عن دخول نابلس إلا في الحالات التي يوجد فيها معلومات دقيقة عن نية المسلحين تنفيذ هجمات.

“عرين الأسود” تظهر أن عناصرها يعملون بشكل ” منظم ومركز

وعلى عكس ما ورد في التقارير العبرية، قالت موقع صحيفة “القدس” الفلسطينية – “القدس” دوت كوم، إن العمليات الأخيرة للمقاومة وخاصة في نابلس من قبل “عرين الأسود”، تظهر أن عناصرها يعملون ضمن عمل منظم ومركز وهو ما يظهر من عملها الميداني بالتركيز أكثر على جنود الاحتلال، وخاصة الذين يحمون المستوطنين والمسيرات المتكررة والتي تستغل لتنفيذ اعتداءات بحق المواطنين، وهو عمل مقرون بالرواية الإعلامية لهذه المجموعة التي لا تنفك عن نقل الرسائل الواضحة للاحتلال والمستوطنين تارةً، وللجمهور الفلسطيني تارةً، بأنها مصممة على مقاومة كل أساليب القتل والاعتقال والتشريد والحصار والتنكيل بالمواطنين ليلًا ونهارًا.

أيضًا المقاومة في جنين والتي تتمحور بشكل أكبر في صد الاقتحامات، وتوسيعها من إطلاق النار لاستخدام العبوات الناسفة، تظهر أن هناك تطورًا ملحوظًا في عمليات التصدي لهذه الاعتداءات، وهو ما يؤكد أنها “مقاومة أصبحت أكثر تنظيمًا”، ولم تكن يومًا “عبثية” كما يحاول الاحتلال يروج باستمرار.حسب الصحيفة

ونقل “القدس” دوت كوم، عن مصادر قولها “إن المقاومون يستخدمون بشكل أكبر بنادق M16، وتكلف كل رصاصة نحو (13 أغورة/ ما يعادل نحو 4 دولارات)، ما يعني أن كل اقتحام سواء لجنين أو نابلس، يكلف أولئك المقاومون مبالغ باهظة خاصة وأن كل مقاوم يستهلك ما لا يقل عن (5 أمشاط من الرصاص، وكل مشط سلاح بداخله ما لا يقل عن 30 رصاصة وبعضها وهي القليل منها يصل إلى 60).

تشير المصادر حول مصدر السلاح الذي بات منتشرًا بشكل كبير في الضفة الغربية، إلى أن الاحتلال لسنوات حاول إغراق الضفة بهذا السلاح بهدف إشعال الخلافات العائلية وغيرها كما جرى في عدة سنوات سابقة، إلا أن هذا السلاح بات في يد جيل الشباب الصاعد الذي يتراوح عمره ما بين (18 إلى 26 عامًا، فأكثر)، ولم يتوقع هذا الاحتلال أن يوجه هذا السلاح نحوها مجددًا بعد محاولتها “كي وعي” الفلسطينيين من خلال الحلول الاقتصادية وغيرها والتي أظهرت فشلها أمام شلال الدم الذي يسفح يوميًا في كافة الأراضي المحتلة.

وتؤكد المصادر، أنه وتحت بصر جهاز “الشاباك” كان يتم تصنيع الأسلحة محليًا في الضفة الغربية والتي تهرب إلى الداخل المحتل بهدف وصولها لفلسطينيي الداخل لتشجيع جرائم القتل هناك، لكن “السحر ارتد على الساحر”، وفق وصفها. حسب “القدس” دوت كوم،

ولفتت المصادر، إلى أن معظم الشبان ومع تصاعد المقاومة المسلحة يلجأون إلى بيع ذهب زوجاتهم أو بعضهم مما جمعه من مال خلال أعمال مهنية كانوا يعملون بها وغيرها من الطرق، من أجل الحصول على سلاح والمشاركة في مقاومة الاحتلال والتصدي للعدوان المستمر.

وبحسب المصادر، فإن قطعة السلاح الأصلية التي يتم تهريبها من الخارج إلى الضفة أو “سرقتها” من جيش الاحتلال وبيعها تصل إلى نحو (33 ألف دولار)، بينما المصنعة محليًا تصل إلى أقل من نصف هذا المبلغ بحسب مواصفاتها وغيره.

وتقول المصادر، إنه في بداية ظهور أولئك الشبان وخاصة بعد اغتيال 3 شهداء في نابلس بداية العام الجاري، وآخرين في جنين، كان عملهم غير منظم وغالبيته يعتمد على الفردي والعلاقات الشخصية، ومع مرور الوقت وخاصة في الأشهر القليلة الماضية ومع تشكيل “عرين الأسود” و “كتيبة جنين”، بات العمل ليتحول إلى أكثر تنظيمًا ولكن لعدم وجود هرم واضح بالنسبة للاحتلال واستخباراته، فشل تفكيك هذه المجموعة على غرار النجاح النسبي الذي حقق في خلايا تتبع للفصائل الفلسطينية المعروفة.

وتفند تلك المصادر إدعاءات وسائل الإعلام العبرية في تقاريرها المدعومة استخباراتيًا لمحاولة التقليل من شأن المقاومين، بأنهم “ليسوا أصحاب التزام ديني ووطني وقومي”، وأنهم مجرد “هواة ونجوم شبكات التواصل”، مؤكدةً المصادر أن غالبيتهم من الملتزمين دينيًا وأخلاقيًا ويحملون هم وطنهم.

ولعل بيانات مجموعات “عرين الأسود” تظهر في تبنيها للعمليات وغيرها، النهج الديني والوطني الذي تلتزم به من خلال الآيات القرآنية، والكلمات الدينية والحماسية الوطنية التي تظهر في بيانها، وهو أيضًا ما ينفي تقارير الاحتلال ووسائل إعلامه. حسب الصحيفة