هآرتس – جدعون ليفي إيتمار بن غبير هو أيضاً أمل. هذا الأمل أصبح يلوح في الأفق حتى قبل أن يتبين أنه نجاح انتخابي له. الفزاعة الجديدة لليسار – وسط تحقق بالفعل نتائج اليسار الحقيقي كان يمكنه فقط أن يحلم بها. المستوطن العنيف من جفعات هآفوت (بن غبير) ربما هو بالتحديد سيؤدي إلى الاضطرابات التي ستهز أخيراً سفينة الفصل العنصري وتشوش رحلتها الآمنة.
دلائل أولية على الأمل اتضحت في السابق في الولايات المتحدة. السيناتور روبرت مننديز “المؤيد المخلص لإسرائيل”، أي المؤيد الأعمى للاحتلال، حذر نتنياهو من تشكيل حكومة مع اليمين المتطرف. أيضاً تنظيمات رائدة في أوساط يهود أمريكا تقلق من أن حكومة مع بن غبير ستضر بمكانة إسرائيل. مقال هيئة تحرير “هآرتس” نشر ذلك بالأمس كدليل مساعد على الخطر الذي يشكله بن غبير. الحقيقة معاكسة: بالضبط بسبب ذلك فإن بن غبير هو أمل.
بن غبير سيعرض للخطر مكانة إسرائيل، ما الذي نريده أكثر من ذلك؟ حيث أن هذا هو هدف نضال منظمات حقوق الإنسان في البلاد وفي العالم، التي تريد إنهاء الابرتايد، الذي لن يسقط من تلقاء نفسه. إسرائيل لن تستيقظ ذات صباح وتقول: من غير اللطيف أن يكون لدينا أبرتايد، تعالوا نضع له حداً. فقط الضغط الدولي سيوقظها. هذا المجتمع رفض حتى الآن الاستيقاظ من اجل العمل، باستثناء إطلاق تصريحات فارغة. بالتحديد إيتمار بن غبير، المبتسم والصاخب لليمين المتطرف، هو أسرع من يقوم باستلال المسدس في الكنيست كي يكون من سيدفع العالم للعمل، وربما أيضاً سيوقظ اليسار في إسرائيل من السبات الشتوي اللانهائي
سيناتور صديق سبق وهدد المنظمات اليهودية وحذرها من بن غبير ولم يتم انتخابه بعد وزيراً: عندما سيدخل إلى مكتبه فان العالم سيستيقظ على واقع جديد، أسوأ من الواقع الموجود في هنغاريا وفي إيطاليا. يمين بن غبير عنيف ومتطرف أكثر من أي يمين في أوروبا الآن.
بالضبط مثلما إسرائيل السابقة قامت بتبريد علاقاتها مع دول في أوروبا صعد فيها اليمين المتطرف فربما الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية ستتخذ خطوة مشابهة. وللمرة الأولى في تاريخها ربما ستشعر إسرائيل بأنه يوجد ثمن للابرتايد. وللمرة الأولى في تاريخهم ربما سيُعاقب الإسرائيليون بسبب الاحتلال وجرائمه. ربما للمرة الأولى سيضطرون إلى أن يدفعوا ثمنه وعلى شكل إدانة، وأيضا بالأموال والسلاح، وكل ذلك بفضل بن غبير.
بن غبير سيمزق القناع. اليسار هو الأب المؤسس لمشروع الاستيطان، والآبار الفلسطينية خطط لتسميمها بن غوريون وأفرايم كتسير، وليس الولد الشقي والعنيد بن غبير؛ أيضاً وحشية الاحتلال لم يؤسسها بن غبير ولا حتى نتنياهو، بل أعضاء حزب العمل ومن بينهم من حصلوا على جائزة نوبل للسلام. البروفيسور يورام يوفال نشر في “هآرتس” في 6/10 سيناريو رعب يحذر فيه من بن غبير: 400 حافلة ستطرد في السنة القادمة 200 ألف شخص من عرب إسرائيل من بيوتهم، في ظل حرب في الشمال، إذا، لا سمح الله، إذا تم تشكيل حكومة نتنياهو – بن غبير.
سيناريو واقعي
سيناريو يوفال يبدو واقعياً رغم الذعر، لكن ليس بالضرورة بن غبير هو الذي سيقف من خلفه. اليسار لديه تجربة أكبر بكثير في الترانسفير والتطهير العرقي، في العام 1948 وفي العام 1967، في مسافر يطا وفي غور الأردن، وهذه التجربة ستكون لها أفضلية كبيرة في تنفيذ الترانسفير المقبل. يجب علينا الخوف من ماضي اليسار أكثر من الخوف من تهديدات بن غبير.
العالم قام باحتضان “اليسار – وسط” الإسرائيلي بفضل التضليل. بن غبير سيضع حداً لذلك. حكومة مع بن غبير يمكن وبحق أن تشدد أكثر الخناق على رقبة الشعب الفلسطيني. ولكن أكثر من شيطنة التخطيط لتسميم الآبار لا يمكن أن يكون. القادة العسكريون للهجمات البربرية على قطاع غزة قام العالم باحتضانهم، أما بن غبير فمن شأنه أن يرفضه. صباح الخير، أيها العالم. أن تأتي متأخراً خيرٌ من ألا تأتي. إذا حدث ذلك فأنا سأرفع القبعة أمام بن غبير وسأشكره من أعماق قلبي على إسهامه في النهوض بالعدل.